الزواج هو عبارة عن عقد مقدس يجمع بين رجل وامرأة على أساس المودة والرحمة والتعاون. ولكن في بعض الأحيان، قد تتعرض الحياة الزوجية للشقاق والخلاف والتوتر، مما يجعل البقاء معاً أمراً صعباً ومؤلماً. في هذه الحالة، قد يتساءل الزوج أو الزوجة: كيف أعرف أن الطلاق خير لي؟. في هذه المقالة ساستعرض لكم ابرز العلامات التي تدل على الحياة الزوجية غير قابلة للاستمرار وان الطلاق هو الحل الامثل.
ما هو الطلاق؟
الطلاق هو فسخ العقد الزواجي بين الزوجين، وهو أمر مباح في الشريعة الإسلامية إذا كان هناك سبب شرعي له. ولكن الطلاق ليس حلاً سهلاً أو بسيطاً، بل هو أمر جسيم يحتاج إلى التفكير والتدبر والاستشارة. فالطلاق له آثار سلبية على الزوجين والأولاد والأسرة والمجتمع، ولذلك يجب أن يكون آخر العلاجات وأبغض الحلال إلى الله.
كيف أعرف أن الطلاق خير لي؟
كيف يمكن للزوج أو الزوجة أن يعرف أن الطلاق خير له؟ هناك بعض العلامات والمؤشرات التي تدل على أن الحياة الزوجية لا تصلح وأن الطلاق هو الخيار الأنسب. ومن هذه العلامات ما يلي:
الإحساس بالسعادة عند البعد عن الشريك
إذا شعر الزوج أو الزوجة بالسعادة والراحة والاستقرار النفسي عند الابتعاد عن الشريك، سواء بسبب السفر أو العمل أو غيره، فهذا يدل على أنه لا يوجد بينهما مودة ورحمة وتفاهم، بل هناك بغض وكره وخصام. وهذا الشعور بالسعادة في غياب الشريك يؤكد على أن الحياة الزوجية أصبحت مصدراً للتعاسة والعذاب والجحيم، وأن الطلاق هو الحل الذي ينقذهما من هذا المأزق.
عدم الرغبة في استشارة الأقربين
عندما تتفاقم المشاكل والخلافات بين الزوجين، فإن أحد الطرق التي تساعد على الإصلاح والتوفيق بينهما هي استشارة الأقربين والأهل والأصدقاء والعقلاء، الذين يمكنهم أن يعرفوا أسباب الشقاق ويحاولوا إزالتها أو تخفيفها. ولكن إذا فقد الزوج أو الزوجة الرغبة في استشارة الأقربين، وشعر بأن تدخلهم لن يفيد أو يغير شيئاً، فهذا يعني أنه وصل إلى مرحلة الاستسلام والاستسلام، وأنه مقتنع بأن الإصلاح مستحيل وأن الطلاق هو الحل الوحيد.
ضياع الاحترام المتبادل
من أهم مقومات الحياة الزوجية هو الاحترام المتبادل بين الزوجين، فكل طرف يجب أن يحترم الطرف الآخر ويقدره ويكرمه ويشعره بالقيمة والأهمية. ولكن إذا ضاع هذا الاحترام وتحول إلى الإهانة والاستخفاف والتقليل والتحقير، فهذا يدمر الحياة الزوجية ويجعلها مجرد صراع ونزاع. فالزوجة التي تهين زوجها ولا تشعره برجولته وقوامته عليها وعلى البيت، تجعله يبغضها ويرى أن الطلاق هو الحل الأمثل لهما. وكذلك الزوج الذي يهين زوجته ولا يشعرها بالاهتمام والحنان والرعاية، يجعلها تبغضه وترغب في الانفصال عنه.
عدم الرغبة في مواجهة الشريك
عندما تحدث مشاكل وخلافات بين الزوجين، فإن أحد الطرق التي تساعد على حلها وتجاوزها هي مواجهة الشريك والحديث معه بصراحة وصدق وهدوء، والاستماع إلى وجهة نظره ومشاعره ومطالبه، والتفاهم معه والتنازل عن بعض الحقوق أو الرغبات من أجل المصلحة العامة. ولكن إذا فقد الزوج أو الزوجة الرغبة في مواجهة الشريك، وشعر بأن الحديث معه لن ينفع أو يحل شيئاً، فهذا يعني أنه لا يوجد بينهما تواصل أو حوار أو تفاهم، بل هناك جدار من الصمت والجفاء والعناد، وهذا يؤدي إلى تفاقم المشاكل والخلافات والتباعد بين الزوجين، ويجعل الطلاق هو الحل الأنسب.
عدم الرغبة في تحسين العلاقة الزوجية
من الطبيعي أن تحدث بعض المشاكل والصعوبات في الحياة الزوجية، ولكن الأهم هو كيفية التعامل معها والسعي لتحسين العلاقة والتغلب على العقبات. ولكن إذا شعر الزوج أو الزوجة بأنه لا يرغب في تحسين العلاقة الزوجية، وأنه لا يبذل أي جهد أو مبادرة لذلك، فهذا يدل على أنه لا يحب الشريك أو يقدره، وأنه لا يهتم بمصلحة الأسرة والأولاد، وأنه يفكر في الانفصال والتخلص من العلاقة الزوجية.
الشعور بالاختناق والقيود
الحياة الزوجية تحتاج إلى التفاهم والتنازل والتعاون بين الزوجين، ولكن لا يعني ذلك أن يفقد كل طرف حريته وشخصيته وهواياته وميوله. فالزوج والزوجة يجب أن يحترما خصوصية بعضهما ويسمحا لبعضهما بممارسة ما يحبانه من نشاطات ومجالات، بشرط أن لا تكون مخالفة للشرع والأخلاق. ولكن إذا شعر الزوج أو الزوجة بأن الشريك يضع له قيوداً وشروطاً وحدوداً غير معقولة، ويمنعه من الاستمتاع بحياته وتطوير نفسه وتحقيق طموحاته، فهذا يجعله يشعر بالاختناق والقهر والملل، ويجعله يرغب في الطلاق لينعم بالحرية والراحة.
ختاما، استعرضنا العلامات والمؤشرات التي يمكن للزوج أو الزوجة أن يعرف أن الطلاق خير له والحياة الزوجية لاتصلح. ومن هذه العلامات الإحساس بالسعادة عند البعد عن الشريك، وعدم الرغبة في استشارة الأقربين، وضياع الاحترام المتبادل، وعدم الرغبة في مواجهة الشريك، وعدم الرغبة في تحسين العلاقة الزوجية، والشعور بالاختناق والقيود. فكر بشكل عميق قبل اتخاذ قرار الطلاق. شكرا لقرائتكم واتمنى لكم السعادة.
تنبيه Pingback: هل الزوج يحن لزوجته بعد الطلاق: اكتشفي الحقيقة كاملة - اناقة تارا